الاثنين، 27 مارس 2017

السلسلة الذهبية في تاريخ و نسب قصاص البكرية

الحلقة الثانية :
ذرية الصديق ابو بكر (رضي الله عنه) و مساكنهم في القرون الهجرية الاولى

تتفرع السلالة البكرية عبر التاريخ من ولدي الصديق ابو بكر رضي الله عنه و هما سيدنا عبد الرحمن بن ابي بكر و محمد بن ابي بكر رضي الله عنهما و عن ابيهما (حيث انقرضت ذرية اخيهما عبد الله بن ابي بكر مبكرا بالقرن الهجري الاول).
فمحمد بن ابي بكر الصديق ذريته من ولده القاسم بن محمد ثم من ولد عبد الرحمن ابن القاسم و ذريتهم سكنت المدينة  و العراق و بلاد المشرق كسهرورد و شيراز و اصبهان و من احفاده الامام جمال الدين عبد الرحمن ابو الفرج الشهير بابن الجوزي ولد سنة 510 هـ و نوفي سنة 597هـ ومن ذرية محمد بن ابي بكر ايضا بمصر والسودان وأقصى المغرب.
اما عبد الرحمن ابن ابي بكر فقد فقد كانت ذريته في كل من :
1- محمد و الملقب بابي عتيق و قد اعقب عبد الله المعروف بابن ابي عتيق وقد ذكر ابن القيسراني في " الانساب المتفقة " عن ذرية ابي عتيق فقال ( العتيقي: ينسبون الى ال ابي بكر الصديق و لم اجد من الرواة منهم احدا.)
 وقد كانت ذرية ابي عتيق منه و هي توجد بالحجاز ونجد واليمن ، وانساحوا غربا بالقرن الافريقي ثم المغرب، ومنهم بطون متفرقة بنواحي بلاد الشام وقليل بالعراق.
2- عبد الله بن عبد الرحمن : و قد اعقب أبوبكر و طلحة و عمران و عبد الرحمن فاما ابو بكر بن عبد الله بن عبد الرحمن فمن ذريته ابا بكر الشاري الذي ثار بالسوس زمن مروان الحمار بن محمد الاموي و هي بلدة بالمشرق و قد كانت منازل ذرية ابو بكر الشاري في الكوفة بالعراق في القرون الهجرية الاولي ثم انقطعت اخبار اخبار بقيتهم." و للباحث أحمد الدعباسي البكري تحقيقا في تعيين مدينة سوس في كتابه (السلالة البكرية ج1 ص 94) فليراجع لمن اراد الاستزادة"
اما عمران بن عبد الله فقد كان ولده يسكنون المدينة المنورة في القرون الهجرية الاولي .
و اما عبد الرحمن بن عبد الله فليس له عقب الا من بناته .
و اما ابناء طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن ابي بكر الصديق :
في كانوا في  بادئ الأمر بالمدينة المنورة، ثم بعد ذلك سكنوا بالبوادي ما بين المدينة المنورة ومكة المكرمة، وذلك بمواضع يقال لها حاذة والأتم، عن يمين طريق مكة، وبحذاء المسلح وأفيعية، مثلما ذكرهم مصعب الزبيري )المتوفى سنة ٢٣٦ هـ ( نسابة قريش في كتابه "نسب قريش". وكذا ذكرهم ابن اخيه: الزبير بن بكار الزبيري (المتوفى سنة ٢٥٦ هـ) في كتابه "جمهرة نسب قريش وأخبارها"، فقال  وَ وَلد طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق يسكنون البدو موضع يقال له حاذة وتفقا من عن يمين طريق مكة، بحذاء المسلح وأفيعية، ومنهم ناس نزلوا مكة في حديث من الزمان.
وقد تكلم الإمام أبو إسحاق الحربي)المتوفى سنة ٢٨٥ هـ) في كتابه "المناسك واماكن طرق الحج و معالم الجزيرة " من صفخة 335الى 345  عن مساكن ذريتهم و ديارها ببادية المدينة فقدم وصفا دقيقا لاماكن تواجدهم بارض المعدن و هو ما سنتناوله في هذه الحلقة.

قال الامام الحربي ، نقلا عن أحد رجالاتهم، فقال: 
( طريق حاذة وصفينة: أخبرني أبو إسحاق البكري، قال: طريق حاذة وصفينة استحدثه عيسى بن موسى وأنشدني البكري:
سهّلت يا عيسى طريق الحجاج ... فيه مَرَاد للنجاة الهِمْلاج
فهو يلوح كملاء النسّاج ... بمدفع الحرّة ذات الادلاج
أخبرنا أبو إسحاق البكري، إبراهيم بن إسحاق بن محمد بن زكريا بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، قال: منازل ولد طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق بالأتم من بلاد بني سليم، وهي للمصعد إلى مكة عن طريق الجادة، بعد معدن بني سليم، وبها كان الطريق قديماً، ثم حُوّل إلى الأفيعية والمسلح، وهي عن يمين المسلح، وقال: وهي ثلاث قريات، في ثلاثة أودية، يقال لأولها "المحدث"، وهي قطيعة من النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعبد الرحمن بن أبي بكر الصديق. والوادي الثاني يقال له "نقيا" والقرية في وسط  الوادي، وبها ولد محمد بن طلحة. والثالث "حاذة" وهي التي كان بها منزل طلحة بن عبد الله، وبها طريق عيسى بن موسى، كان يعدل من معدن بني سليم إلى صفينة. 
و في صفحة 337 يقول الامام الحربي (و الصرداء: أسفل وادي نقيا، قرية بني محمد بن طلحة. والمحدث: هي القطيعة.)
وقال (..الأفيعية: سُميت الأفيعية بكثرة حياتها، الأفاعي، وهي ذو النخل. ثم قال: ومن أفيعية إلى المسلح ستة وعشرون ميلاً ونصف، وهي لقوم من آل أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وآل الزبير رحمة الله عليه، ولقوم من بني سليم. والقرية لولد طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
قال: ومن الأتم إلى المدينة سبعة أيام، على طريق السوارقية وإرن. ثم قال: ومن سلك الطريق الأخرى على السائرة نزل وهذه من أودية ولد أبي بكر، وهو من أودية حاذة.
المسلح: حدثني عبد الله بن عمرو، قال: حدثني موسى بن محمد بن إسحاق بن محمد بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، قال: كان المسلح أوله لبني سليم، وحفر بها أمير المؤمنين أبو جعفر بركة ماء، عُرفت ببركة أمير المؤمنين، وقلب الطريق عن "البعث" إلى "المسلح"، فحول به القرية، وعمرت، فغالبة القرية لقريش، لولد طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر، ولبني سليم وغيرهم ا.هـ).
و سنكمل إن شاء الله الحديث عن حياة بني طلحة بالحجاز، وعلاقاتهم بجيرانهم من سليم، وبني عمومتهم مم قريش في السلم والحرب ، وأحوالهم السياسية والاقتصادية بمكة المكرمة وبوادي المدينة المنورة بالقرب من حدود نجد ، وسنسرد بعض ما جاء عنهم عند المؤرخين والنسابين والرحالة الأخرين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق